ذهبت بكلامه إلى عالم أخر ليعيدها سعيد إلى أرض الواقع
بلمسه حانية من يده لتقول له :
_ "أرجوك يا محمد يكفي هذا .!"
هنا سحب سعيد يده وقال لها مقتضبا وجهه :
_"أنا أسمي سعيد لا محمد .!!"
هنا تيقنت سارة لحجم الجرح الذي تركته في قلب سعيد فاستطردت كلامها قائلة :
_"آسفة ..!"
ابتسم سعيد كعادته في التعامل معها ثم اقتضب وجهه وقال
لها :
_"الملائكة لا تخطئ حتى تعتذر .. فلا داعي للاعتذار
يا ملاكي..!"
ظلت المعركة بين سعيد وعقل سارة سجالاً ..
تارة ينتصر علي عقلها فتسهر لياليها لا يفكر قلبها سوى
به..
وتارة تتذكر فعلة محمد وترفض فكرة الحب تماما ..
وذات يوم أتصل بها سعيد وطلب منها أن يقابلها ضروري بنبرة صوت ليست كنبرته في الحديث معها ..
وعندما ذهبت والقلق فعل بعقلها أفعاله وجدت سعيد ومعه
سكين وقنينة صغيرة بها سائل اصفر غامق و مرسوم عليها تلك الجمجمة التي تعبر عن
خطورة ما في داخل العبوة وكانت كلماته مقتصرة جدا :
_" أمامك ثلاث خيارات .. الأول أن تعترفي بحبك لي
والآن وبدون أي ضمانات والخيار الثاني أن تأخذي هذا السكين وتقتليني .. فأنا منذ
أن رأيت عيناك وأنا قتيلك ولكني أود أن أموت علي يداكي وأدخل الجنة لأتمناكي
...!"
هنا ابتسمت سارة وقالت له :
_"والخيار الثالث يا قتيلي .؟!"
ظل سعيد علي موقفه من الجدية علي غير عادته وقال له :
_"أن أتجرع ما في هذه القنينة لتشاهدي مشهد موتي
وعذابي أمامك الذي لن يفارق مخيلتك وسيدفعك دفع للجنون ثم الانتحار ومن ثم تكونين
معي في جهنم ..!"
هنا ابتسمت سارة لأنه بالفعل بدء يداعب قلبها بأفعاله
وجنونه ولكنها أرادت أن تعرف ماذا سيفعل إن قالت له أن يتجرع هذا السم .. ستضعه في
موقف لا يحسد عليه فقالت له :
_"حسنا لن أعترف لك بحبي .. وبالتأكيد لن أقتلك ومن
ثم يضيع شبابي في السجن.. إذن ليس أمامك سوى الخيار الثالث .. ولكن يجب أن تثق أني
لن الحق بك في جهنم ..!
هنا وأمام نظرات سارة المتفاجأة فتح سعيد القنينة وبدأ
يتجرع ما فيها هنا امسكتها منه سارة وقالت له بعصبية :
_"ماذا تفعل يا مجنون .؟!"
فمسح سعيد فمه كمن كان يحتسي كأسا من الخمر وقال لها:
_" أتجرع ما سيُريح قلبي من عذابه معك .. ألن تقولي
شئ ..!"
هنا انهمرت سارة في البكاء وقالت له :
_"بحبك يا مجنون بجبك ولكن ماذا سيفيد حبي إن كنت
ستموت الآن أنت مجنون إن كنت انتظرت دقيقة واحدة كنت سأعترف لك بحبي !"
هنا غرق سعيد في موجة ضحك ثم قال لها :
_"أخيرا اعترفت بحبك .. قلبي الصغير لا يتحمل !
"
هنا غضبت سارة ومسحت دموعها وقالت له :
_"تضحك وأنت علي شفى حفرة من الموت !"
هنا ازداد ضحك سعيد وقال لها وهو يمسح دموعها بيده:
_"لا تقلقي .. فعصير التفاح لا يقتل .!"
هنا ابتسمت سارة ولما تشعر بنفسها إلا وهي تعانقه غير
مبالية بأنه بدأ حياته معها بكذبة ..!
وفي هذا اليوم خلع سلسلة عليها حرفه من رقبته وأعطاها
لها قائلا لها أنها أخر هدية له من والدته رحمها الله ولن يجد أغلى منها كي يهديها
لها ..
وصارت السلسلة لا تفارق رقبتها مهما حدث ولحسن الحظ أن
حرفها هو حرفه فلم تثير السلسلة الشكوك لدى أهلها .. ولكنها اشتهرت بها نظرا
لاهتمامها الزائد بها ودائما ما تخرجها خارج ملابسها
حتى تظهر لكل من يراها ..
وأصبح من العسير على أي شخص أن يتخيل سارة من دون هذه
السلسة وكأنها جزء من جسدها..
ومرت الأيام وازداد حبها كل يوم لسعيد .. ويزداد مع حبها
اهتمامها فأصبحت تتحدث معه يوميا أكثر من عشرين مرة في اليوم وتحكي له أحداث يومها
بالتفصيل من بدايته حتى أخره..
وأصبحت علي غير عادتها تحكي له كل شئ ولا تحكي شئ لدوبي
دميتها المفضلة فصارت إلا قليلا في الأمس حين تجده نائما تحكي لها كم تحبه وتعشقه
وكم هو انتشلها من ظلمات ضياعها في وهم محمد ..
كلما ازداد اهتمامها قل اهتمامه .. ولكنا لم تلاحظ هذا..
وكلما ازداد عطائها قل عطائه .. ولكنها لم تهتم ..
وكلما ازداد تضحياتها قلت تضحياته .. ولكنها لم تبالي .
فلا يهم كل هذا يكفي انه يحبها وانه موجود ..
(يتبع)..

جميلة الحلقة يا عمر ربنا يوفقك وطبعاً مبروك على المدونة وعلى الكتاب الاول وان شاء الله فى نجاح دائم
ردحذف