إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 13 مايو 2013

دوبي.. الحلقة الثالثة والأخيرة

دوبي (قصة قصيرة _رعب).. الحلقة الثالثة والأخيرة

وأصبحت علي غير عادتها تحكي له كل شئ ولا تحكي شئ لدوبي دميتها المفضلة إلا قليلا في الأمس حين تجده نائما تحكي لها كم تحبه وتعشقه وكم هو انتشلها من ظلمات ضياعها في وهم محمد ..

كلما ازداد اهتمامها قل اهتمامه .. ولكنا لم تلاحظ هذا..
وكلما ازداد عطائها قل عطائه .. ولكنها لم تهتم ..
وكلما ازداد تضحياتها قلت تضحياته .. ولكنها لم تبالي ..
فلا يهم كل هذا يكفي انه يحبها وانه موجود ..

وفي غمرة حلمها نست اتقاء شر من أحسنت إليه وفي غمرة حبها نست أو لعلها تناست أن هذا هو سيناريو محمد بحذافيره .. وفي غمرة عطائها أغمضت عينها على طيفه الجميل أمنة له مطمئنة .. لم يوقظها من لذة أحلامها سوى طعنة الغدر التي شقت قلبها .. وصوت انكسار قلبها الذي زلزل كيانها ..

لقد تعب سعيد من اهتمامها الزائد ومن غيرتها الدائمة لقد مل من كل تفاصيلها أصبح يضجر من حبها ويغضب من غيرتها ويمل من اهتمامها وفي النهاية وضع حد للقصة .. إنه الوداع لا محالة ..

بكت خلفه كالأطفال .. فيصعب عليها استيعاب الموقف .. ويرعبها تصور الحياة من دونه .. وانحنت حزناً وانكسرت ألماً ونادته بأعلى صوتها ورجته ألا يرحل وتوسلت إليه كي يعود ..!

لكن ما من مجيب ..!

عادت سارة إلى منزلها منهارة من البكاء ولكن هذه المرة لن يكون هناك سعيد يخرجها من الموقف ويهون عليها الفراق..
هذه المرة وحدها تماماً ..
ولكنها تذكرت وجود دوبي .. بكت في أحضانه كثيراً .. وحدثته كثيراً واشتكت له كثيرا .. ورغم كل هذا ما زالت تعشق سعيد وتتمنى رجوعه ..!

ألبست دوبي سلسلة سعيد وأصبحت تتحدث معه أكثر من ذي قبل تحكي له كل ما كانت تحكيه لسعيد لا تنام إلا في أحضانه ..

وذات يوم كان والدها يقرأ الجريدة وكان هناك خبر عن دبدوب* كان الخبر يتحدث عن زوج وزوجة حديثي الزواج وكانا يعملان طول النهار وحين يعود كل منهما إلى المنزل يجده مرتب والطعام جاهز .. كان الزوج يظن أنها الزوجة التي تستطيع بذكاء أن تعادل بين عملها وبيتها وكانت الزوجة تظن انه الزوج يريد أن يريحها ويخفف عنها عبء تعبها في عملها.. وهكذا تدور الحياة بينهم حتى جاء يوم وشعرت فيه الزوجة بالإحراج من زوجها فقررت أن تعود مبكراً من عملها لكي تعد له الطعام هذه المرة وبمجرد أن دخلت الشقة سمعت صوت قادم من المطبخ فظنت أنه زوجها فدخلت لتجد الدبدوب الذي أحضره زوجها لها هدية بمناسبة زفافهم هو الذي يطهي الطعام ويقلي سمك وبمجرد أن صرخت ألقى الدبدوب  بالطاسه التي بها زيت في وجهها ...
وبعد أن جاءت الشرطة والإسعاف وحكت لهم الحكاية تم إعدام الدبدوب وبعد فرمه في المفرمة اكتشفوا أنه مصنوع من أكفان موتى وبواقي قطن مستشفيات ومشارح..
وقد قام اللواء سليم النواوي بالبحث عن صناع هذا الدبدوب وألقى القبض عليهم........................
بعد أن قرأ والدها الخبر تذكر أن لسارة دبدوب من هذه الدباديب العملاقة فنادى عليها لكي تقرأ الخبر علها تأخذ منه عظه ..
وبالفعل قرأت الخبر ..
أي إنسان سوي في مكانها كان سيلقي بالدبدوب في أقرب سلة مهملات ولكنها في هذا الوقت لم تكن كأي إنسان سوي على الإطلاق ..
لقد جعلتها تلك الحادث أن تفكر تفكير أخر .. وهو أن تجعل دبدوبها كهذا الدبدوب الذي في الحكاية .. وبالطبع لن تحشيه بأكفان موتى أو بقطن من مشرحة ..!!

ستحضر روح تجعلها تدخل في هذا الدبدوب حتى يتحرك ويتحدث معها كما تحادثه ويعوض غياب سعيد ويغنيها عن أي رجل أخر..

وبالفعل بحثت في الإنترنت عن تحضر الجن ولكن دون جدوى فلم يكن هناك طريقة صحيحة واحدة علي أي موقع من مواقع الانترنت هنا جالت في ذهنها خاطرة .. عمر عوده .. ذلك الكاتب المغمور الذي قرأت له قصة أو اثنان علي الانترنت .. إنه يكتب عن هذه الأشياء كثيراً .. ربما كانت لديه معلومة أو أكثر عن إحدى طرق تحضير الجن وبالفعل فتحت وأرسلت له رسالة تطلب منه فيها طريقة تحضير الأرواح وكيف تجعلها تحضر في دبدوب.. ولحظها أنه كان جالس في هذا الوقت علي الانترنت فرد في وقتها وسألها عن السبب .. كذباً قالت له أنها تريد أن تكتب قصة عن شئ كهذا .. فضحك وقال لها بالتأكيد أثارت حادثة الدبدوب الشهيرة خيالك .. وأعطاها عدة طريق وأخبرها أنها ستحضر جن متمثلة في هيئة الروح وليس روح كما يُشاع وحذرها مرارا وتكرارا من خطورة تجربة إحدى هذه الطريق وشكرته وذهبت لتحضر كل شئ لتتم العملية هذا المساء بعد أن يخلد والديها إلى النوم ..

وبالفعل بدأت التجربة غير مبالية بالأخطار الجسيمة التي ستواجهها .. وبقلب من فولاذ بدأت عملية التحضير .. لتضئ عين الدبدوب بنور غريب ثم يختفي في لحظتها ..

ظنت أن التجربة فشلت كالعادة وان تعبها ذهب سدى وخلدت في سبات عميق ولكن الدبدوب تحرك من مكانه بعد أن نامت سارة وذهب إلى المطبخ ليحضر مدية ثم خرج من الشرفة التي كانت في الدور الأول وذهب إلى منزل سعيد الذي طالما ذكرت سارة عنوانه أمامه أثناء ما كانت تحكي عنه وتسلق علي المواسير حتى وصل إلي غرفته التي كانت مفتوحة لسوء حظه ..

كان سعيد يستعد للنوم وكان والده في الخارج ولم يستطع سعيد أن يكتم صرخة حين رأى الدبدوب يتحرك أمامه ليهجم عليه .. في هذه اللحظة حاول الدبدوب أن يضع المدية في قلب سعيد ليقاوم وتقع السلسلة من رقبة الدبدوب في هذا الوقت كان الجيران يدقون علي الباب ليعرفوا سبب صراخه ...

حين رآى سعيد السلسلة عرف انها سارة متخفية في لبس هذا الدبدوب فقال لها بصوت عالي سمعه كل من عالباب :

_"سأفعل لكي أي شئ ولكن ارجوكي لا تقتليني يا سارة .. سأعود إليكي كما تمنيتي وسأتزوجك و...

ولكن قبل ان يكمل حديثه كان المدية قد استقرت في قلبه في نفس اللحظة التي حطم فيها الجيران الباب بعدما سمعوا كل حديثه  ولكن الدبدوب كان قد خرج وعاد إلى حيث أتى .. وفي الصباح التالي استيقظت سارة لتجد أن الدبدوب عليه بقع دماء .. فأخذته ومسحتها ودعت ألا يكون هذا من أثار تجربه الأمس ..

ولكن قبل ان تكمل تفكيرها كان الباب يدق بشدة وحين فتحت الباب وجدت مجموعة من الضباط سألها احدهم :

_"أنتِ سارة الراوي .؟!

لتجيب بصوته يملؤه الخوف :

_"ن ن نعم .. أفندم .!؟"

فيضع الكلبشات في يدها ويقبض عليها .. وحين عرفت موضوع مقتل سعيد انهارت ثم جمعت الخيوط في رأسها .. تحضير الجن .. دوبي .. الدماء التي عليه.. السلسلة غير موجودة في رقبته وموجودة بجانب جثة سعيد .!

كانت كل الأدلة ضدها السلسلة والمدية التي تخصهم وكان عليها بصمات والدتها قبلها وأنها بالطبع كانت ترتدي قفازات وأخيرا الجيران الذين شهدوا بأن المرحوم توسل إلى من تدعى سارة بألا تقتله ..

لم تستطع سارة أن ترد ولا أن تبرر موقفها فمهما حكت لن يصدقها أحد وفي اليوم الذي سينطق فيه القاضي بالحكم كان طلبها الوحيد أن ترى دوبي ..

فأحضرته أمها معها وجلست به في جلسة المحكمة وحين نطق القاضي بإحالة أوراقها إلى مفتي الجمهورية وسط بكاء الحاضرين وعويل أهلها لاحظت سارة عيون دوبي التي تحولت إلى اللون الأحمر ونظرته المخيفة نحو القاضي ...
                                                             
                                                                                                                           تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق